السبت، 29 أغسطس 2009

طقس قصيدة للدكتورحسين على محمد قراءة وتحليل الدكتورحسين على محمد

طقس طقس
طقس
قصيدة للدكتور حسين على محمد
قراءة وتحليل
الدكتور نادر عبد الخالق

كلامٌ موشَّى ..
ووعْدٌ كذوبٌ ..
يُميتُ انصهاريَ فيكِ
وصرخةُ فجْرٍ تموتْ!

فكيْفَ أرَاكِ .. كما أنتِ ..
في ظُلمةِ الليْلِ
في وهدةٍ للأنينِ المخاتلِ

في هجْعةٍ للسكوتْ؟!

الرياض 4/12/2007م














رؤية تحليلية :
هذه القصيدة القصيرة والمقتضبة القليلة الكلمات المكتنزة بالدلالات الكثيفة تستطيع من خلالها أن تقف على ملامح التجربة عند الشاعر الدكتور حسين على محمد وأول هذه الملامح
1- صدق العاطفة ورهافة الحس والشعور
2- القدرة الفائقة فى تحويل الموقف وترجمته إلى شعر وتجربة مكثفة
3- التصوير البارع المباشر تامل معى القصيدة على النحو التالى
كلامٌ موشَّى ..
ووعْدٌ كذوبٌ
كلام - وعد
موشى - كذوب
هذا المقطع الذى يبدو سهلا فى منطوقه يعطى دلالات تصويرية مركبة لحال الإنسان المعاصر فنسبة الكلام الى الوعد ونسبة موشى اليهما لا يمكن أن تعطى إلا النتيجة التى تمثل الحقيقة التى تضمنتها صيغة كذوب المبالغة فى منطوقها اللغوى والتى تتوافق مع معطيات الواقع
كذلك الدلالات الاستعارية فى موشى وكذوب تؤكد ماسبق

يُميتُ انصهاريَ فيكِ
وصرخةُ فجْرٍ تموتْ!

وهذا المقطع التصويرى المركب من التضاد والتراجع لحال الإنسان يمكنك قراءته هكذا :
منثورا : موت أمل
موت حياة
انصهار وموت (موت وانصهار)
وترتيبه شعوريا كدفقة واحدة
يميت انصهارى (وعد كذوب )
( كلام موشى)
النتيجة : ( صرخة فجر تموت )
التصوير الاستعارى :
يميت ( المسند والمسند إليه )
= استعارة ونسبة الفعل
الى غير حقيقته
انصهارى (التصريح بالضمير )
يؤكد صدق التجربة
ونسبة الموت الى الانصهار
كدلالة استعارية يقف على
ان القصة تشتمل على
بعد "درامى" قصصيا
وان هناك حدثا وحبكة صيغت
شعريا
وصرخة فجر تموت
والعطف هنا يحقق أمرين الاول استمرارية الحوار الداخلى المتوتر جدا والذى يعبر عن حال المبدع والتجربة
الثانى نسبة الوصل التى عمقت من الصدق وجعلته
عاما لا يقتصر على فضاء الشاعر وحاله بل امتدت
الىالجميع ولو ان هناك فصلا وحذفت الواو لوقف التأثير عند الموقف واصبح الامر عاديا
كذلك نسبة الصراخ المجازية الى الفجر وإعلان موتها
فى صورة استعارية مستمرة يجعل من القصيدة ملخصا لكثير من همومنا الاجتماعية

والمقطع الاخير :

فكيْفَ أرَاكِ .. كما أنتِ ..
في ظُلمةِ الليْلِ
في وهدةٍ للأنينِ المخاتلِ

في هجْعةٍ للسكوتْ؟!

وقد بدا بالاستفهام مما يعن عدم القدرة على مواصلة الرؤية وإعلان العزلة وخاصة أن الشاعر نسب الرؤية للظلام فى الليل وفى وهدة الانين (المراوغ)
وفى سكون السكوت حيث تستحيل الرؤية
وغير خاف ما فى المقطع من دلالات وصور استعارية عميقة عند الوقوف على فحواها ندرك أن الشاعر الأديب حسين على محمد يمتح من معين جوده لا ينضب معتمدا على قريحته وحسن التقاطه للصور وتوظيفها وتمثيلها قياسا نفسيا
وإبداعيا يقف على واقعنا المعاصر اجتماعيا وادبيا وفلسفيا يقترب من نفسه اولا حيث التعبير والصدق ثم يعكس غيره متمثلا ذاته

يدل على ذلك كلمة (طقس)
التى جعلها الشاعر عنوانا للقصيدة ومعروف أن الطقس مفهوم يرتبط بالغلاف الجوى والمناخ وحركة الحياة والمعيشة حيث يصعب احيانا مجاراة الطقس عندما يشتد تحوله بردا او حارا مما يدل على الاستعارة هنا عامة وشاملة تخص الجميع وان نسبة المفاهيم الخاطئة والكاذبة والغير معلومة او المبررة احيانا يقف امامها الانسان كما يقف امام الطقس عاجزا او مستعيرا ما يعينه على تقبله ..













ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق