الأربعاء، 9 سبتمبر 2009

يومية جرح قصيد للدكتورحسين على محمد قراءة وتحليل الدكتورنادر عبدالخالق


3- يومية جُرح

فرَّ الأمسُ سريعا
فوقفْتَ تُودِّعُهُ في هَلَعِ الأعمى
وطريقُكَ يوسعُكَ عذابا ا
فتُقابلُهُ مبتسما
منْ أنباكَ بأنَّ زهورَكَ تذوي في ليلةِ عشقِكَ
أوْ تتهاوى ..
في غدِكَ المُجهَضِ ندما ؟

الرياض 15/7/1992

العنوان :
" يومية جرح " جملة خبرية تحتمل صدقا فى الدلالة ، وتأويلا فى المعنى ، ورمزية فى الوجدان ، والتقدير هذه يومية جرح" تتحدث ، تتألم ، تتحاور،تشتكى " ودلالة هذه التاويلات الضمنية ناتجة عن دلالة الجرح ، على المستوى النفسى الموضوعى ، مما يجعل النص تقريرا وإخبارا عن حالة ذاتية للشاعر ، يمكن أن تتعدى إلى نوع من الشمولية ، التى تستوعب مظاهر الحياة الإنسانية ، ونسبة الدلالة الزمنية فى " يومية " إلى " جرح " ، الذى ورد فى صيغته المنكرة ، يوحى بعمومية التأثير ، وعدم وقوفه عند علاقة رمزية خاصة ، وكذلك يمكن اعتبار النص خبرا لمبتدأ تعين فى العنوان ، وعلى ذلك فالنص حكاية وقصة خبرية ، تستوجب تتبعا ، واستنتاجا لمجموعة علاقات ودلالات ، تقف على حقيقة النص ، وحقيقة العنوان .
من هنا فإن الصورة الخارجية هى صورة الشكوى ، والصورة الداخلية هى الصورة المترجمة لخصوصية هذه الشكوى ، ومظاهرها النفسية ، العميقة ، ذات الرمزية البعيدة ، التى تدور فى فلك الشاعر وفضائه النفسى والوجدانى ، والاستعارة الاسمية القائمة على انحراف العلاقة والمعنى ، تؤكد على أهمية الكشف عن المرجعية الرمزية ، والدلالة التى تقوم عليها هذه العلاقة ، وهى هنا لاتتعين من خلال مرجعية ، أوإشارة حسية معلومة ، وإنما يمكن عودتها إلى ذات الشاعر ، وإلى تفاصيل حياته الخاصة ويتضح ذلك من هذه الرؤية
" يومية جرح " المتأمل للمردود الرمزى ، فى هذه الجملة الإسنادية ، لا يمكنه أن يقف على علاقة منطقية بين الدلالة الزمنية لـ " يومية " وبين المعنى القريب لـ " جرح " مما يعنى أن هناك انحرافا نتج عن هذه التركيبة ، وهذا الانحراف أدى إلى وجود معنى ودلالة جديدة ، لم يكن إدراكهما ممكنا على هيئة الصورة الأولى، والدلالة الجديدة كانت سببا فى ظهور البعد النفسى ، حيث أدى الجمع بين" يومية" و " جرح " على اختلاف مرجعيتهما إلى وجود عنصر مضمر، لايمكن إدراكه حسيا أو بدلالة منطقية أو حسية ، وإنما يتعين إدراكه بالحدس ، من خلال قراءة الصورة الخارجية ، وتأويلها بالصورة النفسية الداخلية للنص ، والذى ساعد على ذلك هو وجود التشبيه ، وعلاقاته التى غلفت الصورة الكلية للعنوان .
تأمل معى هذا التأويل :
يومية = علاقة لاتخرج عن كونها زمنا لايتجاوز المدة المعروفة لليوم وهى تعنى تقريرا لحدث مضى ، ولم يعد لحضوره الحسى فائدة سوى التعريف به وبمؤثراته ، على المستوى النفسى ، كصورة خاصة ، يمكن قراءة الواقع الشخصى من خلال تحليلها
جرح = علاقة ودلالة تتعين فى الألم والنتائج المترتبة على الجرح ، وتأويلاته الحسية والمعنوية التى يمكن رد الفعل والنتيجة إليها وهو هنا على غيرحقيقته المستعملة ، واستعارته جاءت من كونه ، دلالة على حالة ، وعلاقة على وجود صورة حسية ستتحول بفضل الاستعارة إلى معنوية .
النتيجة = النسبة بين الألم والزمن ، نسبة مرجعيتها لاتعود على قياس الألم أو على زمنيته ، بقدر ماهى تعود هنا على إدراكه ومشاهدته ، وتلك حالة لايمكن تحقيقها ، مما يؤيد العملية التأويلية التى خضعت لها الصورة وقرائتها بهذه الطريقة




النص :
يقول الشاعر :
فر الأمس سريعا
فوقفت تودعه فى هلع الأعمى
وطريقك يوسعك عذابا
فتقابله مبتسما
الصورة التى تنطلق من خلالها التجربة هنا هى صورة النفس المتحاورة ، التى تتخذ من تجليات الصورة الخارجية ،وسيلة وركيزة ، تنفذ بواستطها إلى عمق الذات التى تمثل الركن الأساسى للتجربة ، والصورة بقسميها هنا تقوم على محاورة ضمنية ، تعكس مدى فقدان الإنسان السيطرة على ما مضى ، ووقوفه حائرا لايملك من أمره شيئا .
والقراءة الدقيقة للكلمات والجمل فى هذه المقطوعة الشعرية ، تقف على صورتين الأولى : صورة اللفظ واستعمالاته وحركته الضمنية ، فضلا عن حضوره المباشر الثانية : صورة النفس الحائرة ، التى تتعدى حدود الواقع الخارجى إلى كشف الحقائق التى تمثلها هذه النفس الحائرة .
والصورة الأولى يمكن أن تمثل الصورة الخارجية ، والصورة الثانية يمكن أن تدل على الصورة الداخلية للنص والشاعر ، وأيا كان المردود الموضوعى لكل من الصورتين ، فإنهما فى هذا النص ، حالة خاصة تعود فى المقام الأول على ذات الشاعر ، وتعبر عن كوامنه وانفعالاته وانعكاساتها،على الإبداع والتعبير النفسى ، الذى يمثل إحدى ركائز الفن ، ومظهر من مظاهر الإبداع ، وتجليات النفس الإنسانية عامة ، عند نشاطها الذهنى المتعدى ، إلى تمثيل الحياة والعالم .
صورة اللفظ :
فر الأمس سريعا
القراءة اللغوية للتركيب تقف على حركة اللفظ ومردوده وانفعالاته فى الجملة والجملة هنا فعلية " فر " و حالية " سريعا " والدلالة المباشرة لها تعطى دواما وحركة لهذا الفرار ، وتجعله حالا وواقعا لا ينقطع مده وفعله ، فى ظل تواصل الحسرة الداخلية للنفس التى ترقب فقط ، دون أن تملك شيئا فـ :
الأمس = ( الفرار )
الفرار = ( سريعا )
والأمس فاعل للمعنى ، ومجازيته محققة ، ومستقرة فى العقل والوجدان والجمع التصادمى بين ( فر – وسريعا ) يعد تكرارا وإلحاحا على تأكيد الواقع الذى ينطلق منه الفعل ويستقر فيه الحال ، وإذا تعمقت المعنى فى " فر " التى تعنى الهروب ، والهروب بطبيعته يستلزم سرعة وكرا وجريا وعدوا .
والمعنى فى " سريعا " أيضا قائم على السرعة ، هذا التكرار للمعنى ، يؤكد على حسرة الفرار ، ولوعة الزمن المتجسدة فى قوله : " الأمس سريعا " وتلك دلالة تعود على الشخصية الشاعرة مباشرة .
صورة النفس :
والتى يمكن تعيينها من الدلالة الانحرافية للفعل " فر" ونسبته إلى الوحدة الزمنية الرمزية القابعة فى "الأمس " " ( مع حضور المعادل الزمنى منذ البداية المتمثل فى" يومية" ) فالفرار ليس للأمس على إطلاقه ، وإنما هو فرار ، للأمال التى كانت معقودة ، على ذلك الأمس الذى أصبح خلقا بعيدا ، لا يمكن عودته أبدا ، كذلك المرجعية الموضوعية ، لـ " فر " الفعلية لاتتوافق مسبقا مع إسنادها الزمنى ، حيث جعلت من الزمن نهبا ، لايمكن للإنسان إدراكه ولاتتحقق له مقاومته، او إيقاف نزيفه المتواصل ، لصفة السرعة التى يتصف بها بجانب الفرار، لذا فإن المظهر النفسى ، لتلك الحالة الحدثية المتضمنة معنى القص ، هى حقيقة خارجية ، تحولت بفضل الصورة النفسية الدقيقة ، إلى ملمح من ملامح الذات ، التى يمكن وصفها بالفرار ، وعدم الاستقرار عند رؤية نفسية أومنطقية ، معلومة أو يمكن القبض عليها ، والحقيقة أن هذه الرؤية ، قد تحققت بفضل التشبيه ، الذى أدى وظيفة ، خارجية عندما قدم المعانى الذهنية النفسية ، تقديما حسيا مجردا ، وعلى ذلك يمكن اعتبار الجرح هو النفس ، مجازا لغويا وحقيقة وجدانية ، جاءت من أثر التشبيه ، الذى قرب البعيد وكشف عن العلاقة والرمز ، وفى ذلك يقول ابن رشيق :
" واعلم أن التشبيه على ضربين : تشبيه حسن ، وتشبيه قبيح ، فالتشبيه الحسن هو الذى يخرج الأغمض إلى الأوضح فيفيد بيانا ، والتشبيه القبيح ما كان على خلاف ذلك ، وقال : وشرح ذلك أن ما تقع عليه الحاسة أوضح فى الجملة مما لا تقع عليه الحاسة ، والمشاهد أوضح من الغائب " (1)
والفرار فى أصله ومعناه صورة حسية ، للأمس بوصفه صورة زمنية مستعارة من حقيقتها إلى حقيقة جديدة ، و ينطبق عليه ماذهب إليه إبن رشيق القيروانى من وقوع الحاسة ، بفضل الحضور الحسى ، لحركة الفر التى هى من خصائص المخلوقات المادية ،وانتقالها من الحسى إلى المعنوى .
ويقول الشاعر من نفس الصورة :
فوقفت تودعه فى هلع الأعمى
وهذا التركيب ينقسم بحسب الصورة إلى قسمين :
الأول : فوقفت تودعه .
الثانى : فى هلع الأعمى .
" الفاء " و حرف الجر " فى" يمكن الوقوف على نسبة حضورهما فى الصورة ، كبعد لغوى وظيفى ، لايتعدى حدود التوجيه والربط ، بين التركيب الأول ، وتعلق كل منهما بالأخر وصفا وقصا ، فالفاء تقوم على وظيفة العطف والتعقيب بين الجمل ، وحرف الجر ينقل الصورة التشبيهية من المنظور المعنوى ، إلى المنظور الحسى المشاهد ، وهنا يتحول المد القصصى الوصفى ، من مخاطبة وتعيين المعنوى إلى مخاطبة وتعيين النفس ، والانتقال مباشرة من غير الممكن إلى الممكن بواسطة الرمز المتجسد فى صورة الأعمى الحسية ، الشديدة الدلالة .
وقفت تودعه :
البناء التركيبى للجملة ، والإسناد التى أشارت إليه الدلالة اللفظية واللغوية ، تشير إلى بداية ظهور معادل موضوعى ، لم يكن موجودا من قبل هذا المعادل له مظهرين أحدهما ناقل للفعل ، والأخر يقع عليه الفعل ، وتلك رؤية مركبة تمثل ، الكيان النفسى للشاعر ،وتمثل أيضا الفعل الحسى المادى له ، وكأن الصورة لاتقوم بغير هذين المظهرين ، وعلى ذلك فإن الناقل والواصف هو من وقع عليه الفرار ،وأحس بقسوته ، ويصبح الوداع هنا أمرا لاإراديا ، بل يصبح ضرورة حتمية تفرضها ، تلك العلاقات الكونية التى لادخل فيها ، لمحرك خارجى ، أوموجه لرحيلها ، أو مجيئها ، والمرجعية الضمنية للضمير تعود مباشرة على الأمس ، الذى ينتقل برمزيته إلى الحركة المباشرة للإنسان ، ويصبح تعبيرا عن رحيله هو الأخر ،أو انسحاقه ، وعدم عودته أيصا من الأمس إلى اليوم ، بصورته التى استقبل بها ذلك الأمس الذى فر من بين يديه .
هلع الأعمى :
تشبيه ينتج صورة حسية ، تكشف عن الفشل الكبير ، الذى ينتاب من يحاول اللحاق بذلك الأمس ، لأنه حينئذ سيشبه فاقد البصر ، حينما يبحث عن النور ، أو ما يمثل هذا المظهر ، الذى يهديه الطريق ، وهلع الأعمى بمعناه المعجمى الذى يعنى شدة الجزع ، وشدة الحزن ، وعنف الضمير والوجدان ، ونسبة ذلك إلى الأعمى صراحة ،دون مواربة فى الحس والشعور ، يجعل من الاستعارة قوة ، وبيان ، القوة فى التعبير والتصوير والإدراك ، والبيان فى التقرير والاعتراف بعدم ، وجود الفعالية الممكنة لوقف هذا الأمس أوملاحقته .
ويقول الشاعر :
وطريقك يوسعك عذابا
فتقابله مبتسما
التركيب السابق يواصل فيه الشاعر انفعالاته وتصويره الدقيق لبعض حالاته ،كما تصرح بذلك الصورة الخارجية للتركيب ، حيث تفصح عن كوامن ذاتية ، ودفقات شعورية ، وحيرة وفقدان للمواجهة ، والصورة الداخلية للألفاظ ، والبعد التوظيفى النحوى الأسلوبى ، يقدم الحالة الباطنية للشاعر ، حيث تتواصل النزعة الشعورية ، للجمل بفضل فعالية العطف ، ويصبح الطريق محلا زمنيا ، يملك القدرة على المعاناة ، ويصبح مصدرا من مصادر العذاب ، بعد أن تحول من معناه الموضوعى ، إلى المعنى الرمزى الاستعارى ، حيث حل محل الواقع ، وأصبح معبرا عن إشكالياته ، ومرسلا عذاباته النفسية والوجدانية .
والدلالة التى وردت فيها الحالة النفسية ، التى تمثل الشاعر ، هى دلالة الحال المنصوب ، صاحب العلاقة الدائمة ، التى لاتفارق النفس والواقع والضمير ، وذلك يوضح الدلالات ومدى ارتباطها ، بالعلاقات الثلاثة التى تمثلت فيها الصورة ، وهى العلاقة الأولى الخارجية ،التى يتعين فيها الألم والحسرة ، والعلاقة الثانية التى يتعين فيها الضمير والنفس ، وما أصابهما من هموم ، والعلاقة الثالثة هى علاقة الفن والإبداع ، وتجلياتهما نصوصا وإبداعا ، يصور ويعكس الحالة الشعورية العامة ، والتى يمكن بواستطها ، أن نقف على بعض مظاهر هذا الأبداع والفن فى النص وعند الشاعر وقد قامت هذه العلاقات على خاصية التشخيص ، واعتبار المعنوى والوجدانى رمزا ، تتجسد فيه معالم هذا التشخيص ، وتنقل الشعور إلى عالم الحقيقة والواقع الذى يمثله النص .
ويقول فى الصورة الأخيرة ، وهى مناجاة ذاتية تعكس كثيرا من خصوصيات النفس الشاعرة ، ولاتقف عند حدود ذلك بل تتعداه إلى ذات المبدع نفسه يقول الشاعر :
من أنباك بأن زهورك تذوى فى ليلة عشقك
أوْ تتهاوى
في غدِكَ المُجهَضِ ندما ؟
والحقيقة أن التأويل المباشر الذى يسير فى الاتجاه السابق ، يجعل من هذا المقطع لقطة شعورية ، تتعين فيها المعاناة الحقيقية التى يواجهها الشاعر ، ليس على مستوى الواقع الخارجى فقط ، وإنما على المستوى النفسى التأثيرى ، الذى يوضح إشكالية الإبداع لديه ، والدلالة الحوارية ، جعلت من النص علاقة متعدية ، تشمل النفس بصورتها الداخلية الخاصة ، وتشمل الحياة بصورتها الخارجية الكلية .
والمتأمل يجد أن الاستفهام على صيغته وحقيقته الموجودة ، فى التركيب ليس عنصرا خارجيا ، يقوم عليه التحاور ، وإنما هو الباطن الذى يستقدمه الشاعر فى حالات كثيرة ،حتى أصبح هو المنوط بالحديث وكشف اللاوعى ، فى مواضع كثيرة .
ويمكن ترجمة الزهور بالقصائد ولحظات الإبداع ، وعلى ذلك يمكن قراءة النص هكذا :
زهورك تذوى فى ليلة عشقك
زهورك تتهاوى فى غدك المجهض
نـد مــــــــا
والمقابلة بين تذوى بمعناها المعجمى " تذبل " ، وبين تتهاوى التى تعتبر مكملة للمعنى فى تذوى ، حيث تعنى السقوط والانهيار ، تدل على صدق الدلالة ، وتدل على أهمية الرمز ، وانفعالات الشاعر .
كذلك المقابلة بين ليلة عشقك ، وبين غدك المجهض ، على مستوى الزمن وعلى مستوى الظرف الإبداعى ، تكشف عن حالات الإبداع التى تعنى، لحظات العشق والإجهاض ، والعشق والإجهاض ، يقدمان العالم الداخلى للشاعر ، ومعاناته ونجاحه وإخفاقه ، كل ذلك محاصر بالندم .
من هنا فإن قصيدة "يومية جرح" تمثل صورة لفظية ونفسية ، تستطيع من خلالها أن تدلف إلى نفس الشاعر ، وتقف على كثير من معالم المعاناة ، التى تمثل التجربة ، وتمثل لحظات العشق ولحظات الإجهاض .
ويمكن أن نصل إلى حقيقة زمنية ، وهى أن أوقات العشق الإبداعى لدى الشاعر ، تكون ليلا ، والأوقات التى تجهض فيها القصائد ، هى الغد برمزيته المستقبلية ، وتلك نزعة لاترى فى الواقع أملا ، ولاتريد مواجهة الغد بمعزل عن الإبداع ، وبمعزل عن تحقيق الذات المبدعة ، التى هى أصل الحياة عند الشاعر ، واعتقد أن هذه القصيدة ، تمثل يومية وتقريرا عن الشاعر ، الذى يمكن تحديده وتعيينه فى الرمز المتعدى "جرح" .
ومما عمق الصورة أن الدلالة الرمزية للكلمات ،" زهورك تذوى " أو تتهاوى " لاتبعد فى دلالتها ، عن الموصوف فى المشبه به ، والمتأمل يجد أن النسبة بين دلالة الفعل وحركته ، تتوافق مع طبيعة الزهور ، ومع طبيعة النفس ،مما يعنى أن التصريح بالمشبه ،قام بدلالة التلميح ، وأن الصورة جاءت تعبيرا عن الواقع الذى يمكن أن يجسد ويشخص كثيرا من مواقف الشاعر .


الهوامش : 1- العمدة لابن رشيق الجزء الأول ًصـ 287

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق